مثله الأطباء بالأخطبوط الذي يلتف حول خلايا الذاكرة ويقضي عليها فيصبح المصاب به إنسانا بلا ماض ولا مستقبل يعيش حالة تيهان تنسيه كل ما يربطه بالحياة هذا الاخطبوط هو مرض الزهايمر ولمعرفة أكثر التفاصيل حول هذا العدو المدمر للذاكرة الإنسانية التقت "التونسية" السيدة ليلى الطرابلسي علوان رئيسة الجمعية التونسية لمرض الزهايمر فكان معها الحوار التالي :

*ما هي تأثيرات مرض الزهايمر في المصاب به؟
ربما يعرف البعض مرض الزهايمر بأنه فقدان الذاكرة فقط ولكنه يتعدى ذلك بكثير فهو أيضا فقدان تدريجي لكل مقومات وسبل الحياة فيصبح المصاب به وخاصة في مرحلة متقدمة لا يقوى على ممارسة أبسط ضروريات الحياة اليومية على غرار التعبير عن مقاصده ومتطلباته وغير قادر حتى على النوم أو الأكل.

*ما هي أهم الإجراءات المتخذة للتصدي لهذا المرض؟
إلى يومنا هذا ومنذ اكتشاف أول حالة سنة 1906 لم يتوصل العلماء إلى دواء للشفاء الكلي والنهائي لمرض الزهايمر لذلك على كل فرد والمحيطين به عند اكتشاف أولى علامات المرض المتمثلة في بداية فقدان الذاكرة بصفة تدريجية ونسيان الأحداث الآنية مقابل المحافظة على الذاكرة القديمة إضافة إلى بداية فقدان النطق الاتصال بطبيب مختص في الشيخوخة أو في الامراض النفسية أو الأعصاب وذلك لضمان التخفيف من وطأة الإصابة العميقة بهذا المرض ومحاولة تأخير نتائجه السلبية على المصاب به.

*ما هي الفئات العمرية المهددة بهذا المرض؟
مرض الزهايمر إلى حد الآن يصيب المتقدمين في السن حيث سجلنا نسبة 5 بالمائة من الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة ونسبة 10 بالمائة في سن 70 سنة ويصيب هذا المرض نسبة 20 بالمائة ممن هم فوق سن الثمانين فما فوق ولكن هذا لا يعني أنه حكرا على المسنين فقط لذلك من الضروري أن يتعاطى كل فرد العديد من الأنشطة الرياضية والألعاب الفكرية والمطالعة والابتعاد عن الضغوطات النفسية ولكن هناك حالات أيضا في سن 40 سنة ولكنها قليلة في تونس.

*ما هي أهم أدوار الجمعية في هذا الشأن؟
يواجه مريض الزهايمر العديد من الضغوطات النفسية من حزن وشعور بالذنب والانفعال الشديد والوحدة ونفس الشأن بالنسبة إلى عائلة المريض التي تعيش هي الأخرى صعوبة التأقلم مع المرض بالإضافة إلى أنه مرض يستوجب الكثير من العناية لا على مستوى الأدوية فحسب بل كذلك على مستوى الإحاطة النفسية والعائلية لذلك فإن دور الجمعية دور توعوي بدرجة أولى يهدف إلى التحسيس بهذا المرض وطبيعة التعامل معه من خلال تنظيم ورشات توعوية وخلق مجالات تفاهم بين المريض ومحيطه خاصة أن سوء فهم المصاب بالزهايمر يعمق حالته وتقوم الجمعية بتوعية العائلات خاصة بضرورة متابعة المريض ومراقبته المستمرة.

*من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر؟
أكدت عديد الدراسات أن الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض هم الذين يعانون من الأمراض المزمنة والخطيرة كضغط الدم والسمنة المفرطة والسكري.

*كيف يمكن الإحاطة بمريض الزهايمر؟
تعد الوسائل غير المقترنة بالأدوية إحدى أهم الوسائل التي تساهم في التخفيض من وطأة المرض وإضافة إلى العناية بالمريض وهي وسائل بسيطة على غرار خلق بعض الأنشطة المنزلية والفكرية والرياضة والموسيقى وعدم ترك المريض في عزلة ووحدة مما يضمن تأقلم المريض مع مرضه ونسيانه لهذا الداء.


بثينة
source:www.attounissia.com.tn